في محاولاتنا للتغيير للأفضل أو السعي لتحقيق نجاح معين في حياتنا أو في البيزنس الخاص بنا.. عادة ما نضع جل تركيزنا علي تطوير ذاتنا أو قدراتنا الشخصية بشكل حصري.. كأن نحاول أن نصبح أكثر ذكاءا أو مثابرة أو كمحاولة اكتساب قدر أكبر من قوة الإرادة والإنضباط الذاتي. وبالرغم من أن هذه الأمور مفيدة طبعا.. إلا أن التركيز عليها وحدها ليس هو أفضل ولا أسرع طريقة لتحقيق النجاح أو التغيير المنشود في الحياة أو في البيزنس!
إذا رأيت سمكتين.. سمكة قوية لكنها تسبح ضد التيار.. وسمكة أخري عادية لكنها تسبح مع التيار.. ستجد أن السمكة العادية بإمكانها قطع مسافة أكبر, بجهد أقل من السمكة القوية.
بالمثل, شخص متوسط القدرات داخل بيئة تمد له يد العون يستطيع أن يحقق نجاح أكبر من شخص أخر لدية قدرات مميزة لكنه موجود في بيئة تحاربه أو غير متلائمة مع أهدافه.
البيئة هي كل ما يحيط بك من أشياء وأشخاص وأفكار.. البيئة ببساطة هي كل ما هو ليس أنت!
البيئة تشمل كل شئ.. بداية من ملابسك وهاتفك وبقية ممتلكاتك الشخصية.. إلي غرفتك وبيتك وبلدك.. إلي أهلك وأصدقائك وزملائك.. كما تمتد لتشمل الدين والقواعد والقوانين والالتزامات المفروضة عليك أو التي تلزم بها نفسك.
أعتقد أن الجميع يعرف قصة الرجل الذي قتل مائة نفس وكان يريد التوبة.. فلما ذهب إلي عالم يسأله عن إمكانية التوبة.. النصيحة التي قدمها له العالم كانت أن يترك أرضه التي يعيش فيها لأنها أرض سوء.. ويرحل إلي أرض أخري فيها أناس يعبدون الله.
نصيحة العالم الأساسية لم تكن أن يغير من نفسه, ويتحكم في غضبه مثلا, مع أنها نصيحة مهمة, وهو يحتاجها فعلا, لكن النصيحة الأهم كانت أن يغير البيئة وعلاقته بالمحيط, إلا فكل الجهد الذي سيبذله في محاولة تغيير نفسه لن يؤتي ثماره.. أو علي الأقل ستكون ثماره ضعيفة لا تتناسب مع قدر الجهد المبذول.
مجموعة من أصدقائي كانوا معتادين الذهاب لصالة الألعاب الرياضية التي كانت بجوار مقر العمل مباشرة, بعد الانتهاء من العمل كانوا يذهبون إليها لممارسة الرياضة لبعض الوقت, لكن بعد فترة اضطرت الشركة لنقل مقرها.. وبكل أسف لم يجدوا صالة ألعاب مناسبة لهم بجوار المقر الجديد لهذا البيزنس.. فكانت النتيجة أنهم توقفوا عن التمرين.
تأثر البيئة عليك أكبر بكثير مما تتصور. فكثيرا ما نعتقد أن السبيل الوحيد لتحقيق أهدافنا هة أن نتغير من الداحل فقط, ونتجاهل أن التغيير في البيئة حولنا يمكن أن يساعدنا بشكل كبير.
وهذه مشكلة في تفكيرنا, لأن في كثير من الأحيان تغيير البيئة يكون أسهل بمراحل من تغيير النفس! فمثلا...
أن تكتسب صديق رياضي يشجعك ويلزمك بالإنضمام له في ممارسة الرياضة.. فهذا أسهل من الاعتماد فقط علي تحفيز نفسك.
فكرة كتاب اليوم هي أنك إذا اعتمدت فقط علي قوة الإرادة فإن فرصة نجاحك تكون ضعيفة. نحن نعيش اليوم في عصر مليء بالمغريات والمشتتات بشكل أكبر مما يملك معظمنا من قوة إرادة لمقاومته والتعامل معه, والعمل علي زيادة قوة إرادتك قد يستغرق وقت طويل جدا, وحتي لو نجحت في زيادتها فليس من الحكمة إهدار جزء كبير منها في مقاومة بيئة سلبية يمكن تغييرها.
بكل أسف كثير من الناجحين ينسبون النجاح كله لأنفسهم.. وعند سرد تجاربهم يكون معظم ما يذكرونه عن أنفسهم فقط.. وهذا يرسخ في أذهان المستمعين أن أسباب النجاح هي القدرات والسمات الشخصية فقط.
هدفنا في الحياة يجب أن يكون تحقيق الإنجازات, وليس الظهور أمام الناس بأننا أصحاب إنجازات!
ولو كنت تجد صعوبة في تقبل هذا الأمر أنصحك بقراءة تلخيص كتاب الأنا هي العدو ( الجزء الأول ) و تلخيص كتاب الأنا هي العدو ( الجزء الثاني ).. التي تحدثنا فيها عن أن نفسك يمكن أن تكون هي أكبر عقبة أمام نجاحك إذا أعطيتها أكبر من حجمها ونسبت لها ما ليس فيها.
ليس المطلوب أن تغير بيئتك بشكل كامل ولا أن تهاجر لبلد أخر.. أحيانا تغيرات بسيطة جدا في البيئة قد يراها معظمنا تافهة وغير مهمة, تحدث تغير كبير في سلوكنا وبالتالي في النتائج التي نحققها.
لمعرفة كيف تصنع البيئة التي تساعدك في تحقيق النجاح أقرأ تلخيص كتاب صناعة بيئة النجاح اضغط
لمزيد من المعلومات عن العلاقة بالمحيط اضغط هنا
موضوعات ذات صلة
تلخيص كتاب الأنا هي العدو ( الجزء الأول ) اضغط
تلخيص كتاب الأنا هي العدو ( الجزء الثاني ) اضغط
اسم الكتاب : صناعة بيئة النجاح WILLPOWER DOESNT WORK
اسم الكاتب : BENJAMIN HARDY
تلخيص : علي محمد علي
By Raghda Elhamly
Copy Right 2018