هو جزء في النفس البشرية لديه صورة مبالغ فيها عن مدي أهميتنا وقدراتنا بشكل يضرنا.. وهو الجزء الذي يسعي للظهور طلبا للثناء والمدح حتي وإن كان غير مستحق .. وهو الجزء الذي يكره النقد حتي وإن كان نقد مهذب مستحق. وهو الجزء الذي يجعلنا مهووسين بصورتنا عند الأخرين وقلقين بشأنها أكثر من اللازم.
لكن عند معظم الناس الأنا قد تشكل مشكلة دون أن تظهر في أقوالهم وأفعالهم.. قد يكون أحدهم طيب ويعامل الناس بدون غرور أو تكبر.. لكنه مع ذلك لا يسلم من مبالغته في تقدير نفسه, وسعيه للحصول علي إعجاب الناس وثنائهم.
إن فرح الإنسان بالثناء والمدح شئ طبيعي. لو حققت إنجاز معين أو عملت عملا صالحا فأثني عليك الناس وأسعدك ثنائهم ومدحهم لك, فهذا من طبيعة النفس البشرية.
أن يكون الدافع الأساسي عندك للإنجاز والعمل الصالح هو طلب إعجاب الناس وثنائهم. وبالطبع في أمور الدين والعبادة هذا يعتبر رياء. والرياء يقود صاحبه للخسارة في الأخرة. وكل عمل صالح قام به رياء للناس وطلبا لمدحهم وثنائهم يصبح هباءا منثورا.
في بداية سعينا في تحقيق إنجاز أو هدف.. عادة ما يملؤنا الحماس والأمل, وبعض الفخر بأننا أصحاب طموح. الأنا هنا يسعدها جدا أن تتكلم وتحكي للناس عن الهدف الذي بدأت في تحقيقه.. الأنا تريد أن تعرف الناس بأنك شخص صاحب طموح. فتدفعك للكلام أمام الناس حتي تظهر لهم بتلك الصورة عن نفسك في تلك اللحظة.
وبعد أن تتلقي الأنا الثناء والمدح الذي كانت تبحث عنه من الأخرين.. تجد أن رغبتك في إنجاز العمل نفسه قد قلت, فالكلام عن المشروع أكثر متعة بمراحل من العمل الفعلي علي المشروع!
في حالة سعيك لتحقيق هدف أو طموح معين في الحياة أو في البيزنس, ستشغلك الأنا بالكلام والخيالات عن العمل الفعلي لتحقيق هدفك وطموحك! ولهذا نعتبرها عدو لك يمنعك من النجاح.
من أقبح أشكال الضرر الذي قد تسببه الأنا للشخص الناجح, هو أن تجعله يتنكر لتوفيق وفضل الله عليه..
طبعا نحن نتكلم عن الاعتقاد الداخلي.. فالشخص العاقل لا ينكر أمام الناس فضل الله وتوفيقه له.. لكن البعض قد يري بداخله أنه استحق النجاح بعمله فقط, وأن ذكائه ومهاراته هي المصدر الوحيد لنجاحه ..
الأنا أيضا قد تجعلك تتنكر لمن ساعدوك في تحقيق النجاح, وتنسب الفضل كله لنفسك. مما سينفرهم منك مع الوقت ويدفعهم لتركك, وبالتالي تخسر نجاحك أو تعجز عن تكراره. مثل صاحب أو مدير الشركة الذي يتنكر للموظفين الذين ساعدوا شركته علي النجاح, ويعتقد أن نجاح الشركة كان بسبب عبقريته الإدارية فقط وأنه قادر علي النجاح بدون هؤلاء الموظفين.. إلي أن يتركوه ولا يجد بديلا مناسبا لهم, فتبدأ شركته في الإنهيار!
هو أنها تجعلك تفقد الثقة في قدرة الأخرين علي مساعدتك, وبالتالي تحمل نفسك فوق طاقتك, لأنك تري أنه لا أحد بإمكانه القيام بأي جزء من عملك بنفس الكفاءة التي تقوم بها أنت.
هو أنها تجعلك تركن لهذا النجاح! فمثلا عندما تنجح في تعلم مهارة أو تقنية معينة وتصبح ماهر ومميز فيها, ثم تظهر بعد فترة أداة أو تقنية جديدة واعدة.. الأنا هنا لن تدعك تترك دور الخبير الذي تعيشه مع التقنية القديمة لتعيش دور المبتدئ مع تقنية جديدة.. وهذا بالطبع سيحرمك من تطوير ذاتك او نفسك, ويعتبر مخاطرة بمستقبلك!
وهذا ببساطة لأن هذا المكان لن يساعدك علي تطوير ذاتك أو نفسك.
في حالة النجاح, الأنا قد تجعلك تفقد توفيق الله, ومساعدة الأخرين لك.. وقد تجعلك تحمل نفسك فوق طاقتك.. وقد تمنعك من تطوير ذاتك او نفسك لتحقيق نجاح أكبر.
أن تجعلك لا تعترف بمسؤليتك عن الفشل.. وبدلا من ذلك تلقي باللوم علي الأخرين, وعلي الظروف, وطبعا في هذه الحالة الأنا ستحرمك من التعلم من أخطائك.. لأنها أصلا ليست معترفة بالخطأ. وهذه مشكلة, لأن التعلم من الأخطاء ضرورة لتطوير لذات أو النفس وتحقيق النجاح مستقبلا.
وهو معاكس تماما للشكل الأول, وهو أن الفشل قد يسبب صدمة عنيفة للأنا وللصورة المبالغ فيها التي ترسمها الأنا عن نفسك.. فتجعلك تفقد الثقة في نفسك تماما, وتجعلك تشعر بالإهانة والحزن الذي يدفعك للاستسلام. وطبعا كلما كانت الصورة التي ترسمها الأنا مبالغ فيها أكثر, كلما كان وقع الصدمة عليها أكبر.
في حالة الفشل الأنا قد تحرمك من التعلم من أخطائك, وبالتالي تجعلك أكثر عرضة لتكرار الفشل مستقبلا, او قد تتسبب في تعرضك لصدمة تفقدك ثقتك في نفسك تماما بدون داعي, وتجعلك تتوقف عن السعي للنجاح من الأساس.
ولمزيد من المعلومات عن أعرف نفسك اضغط هنا
اسم الكتاب: الأنا هي العدو Ego is the Enemy
اسم الكاتب: RYAN HOLIDAY
تلخيص: علي محمد علي
By Raghda Elhamly
Copy Right 2018