1

حل لغز التسويف من طرق النجاح ( ملخص كتاب )


حل لغز التسويف من طرق النجاح

1- لغز التسويف


 دعونا نعرف التسويف لكي نكون متفقين على المعنى الذي نتكلم عنهم
 "التسويف هو تاجيل غير مبرر لانجاز عمل معين بالرغم من معرفه ان هذا التاجيل له اضرار سواء على مستوى العمل نفسه او على المستوى المادي والنفسي للشخص الذي يقوم بالتاجيل"


 ان تؤدي عمل عندك القدره والوقت لانجازه بدون داعي او مبرر حقيقي للتأجيل.. ومع التأجيل يقل الوقت المتاح لتنفيذ العمل وبالتالي تتاثر جوده العمل الناتج.. هذا لو تم من الأساس!


 التسويف مشكله عند كل البشر تقريبا.. لكن طبعا هناك فرق كبير جدا بين شخص يسوف بنسبه 10%
 و شخص يسوف بنسبه 90%. 


 لكن بالرغم من ان التسويف مشكله عامة تقريبا -باختلاف النسبه- لكنه يعتبر لغز مجهول الاسباب والحلول عند معظم الناس ما الذي يجعلك تؤجل وتتجنب عمل مهم لفتره طويله رغم علمك بأهميته واضرار تاخيره.


وكيف فجأه بعد فتره طويله من التسويف وعدم القدرة على العمل نجد القدره على ضغط نفسنا وننجز قدر كبير من الشغل في وقت قصير.. وعادة ما يكون هذا على حساب جوده العمل.


سنحاول حل هذا اللغز في الافكار القادمة من الكتاب..


2- اسباب التسويف


 هناك خاصيتان في طبع البشر عموما يكمن فيهما فهم لغز التسويف..


 الاولى هي الرغبه في الاشباع الفوري instant gratification


وهي رغبه الانسان في الحصول على عائد فوري مستحب للفعل الذي يقوم به.


 هو المقصود بالعائد المستحب هنا اي شيء يحب الانسان.. من اول الطعم المسكر للحلويات.. مرورا بإعجابات الفيسبوك.. او الشعور بالانجاز.. او التشجيع و اعجاب الاخرين.. او طبعا العائد المادي.


لو كنت تستمتع بنوعية العمل نفسه يكون شعور المتعه الذي بتحسه أثناء العمل في حد ذاته هو العائد المستحب.


 من السهل على الانسان ان يعمل الاشياء التي لها عائد سريع مستحب.. لان هذا العائد يمثل حافز للفعل.. وكل ما كان العمل خالي من عائد مستحب سريع كلما كانت فرصه التسويف و تأجيل العمل اكبر.


 أمور مثل المذاكره او ممارسه الرياضه او العمل على جزء من مشروع كبير عادة ليس لها عائد فوري.. عائدها عاده ما يكون في المستقبل.. وبالتالي تكون فرصه التسويف فيها اكبر, رغم اهميتها.


 الخاصيه الثانيه هي الرغبه في تجنب الألم Avoiding Pain


 الانسان بطبعه يحاول تجنب اي عمل من الممكن ان يسبب له اي نوع من الالم.


والمقصود هنا المعنى العام للألم.. من اول الإجهاد الذهني.. مرورا بمشاعر الملل او الخوف او الفشل.. وحتى الاجهاد والالم الجسدي الذي قد تسببه بعض الامور كممارسة الرياضه مثلا.

كلما كان العمل فيه قدر كبير من الألم -أيا كان نوعه- كلما كانت فرصة التسويف والمماطلة أكبر.


 ولكي تتمكن من مقاومه هاتين الخاصيتين انت محتاج ان يكون لديك قوه اراده.


 او يكون عندك حافز.. شيء يدفعك للعمل بالرغم من عدم وجود عائد فوري وبالرغم من وجود ألم.
 من حسن الحظ.. انك حتى لو لم يكن لديك حافز ايجابي يدفعك للعمل, هناك حافز اخر يظهر يجعلك تعمل.. عيبه فقط انه يظهر متاخر!


 اكبر حافز عند معظم البشر.. الخوف!
الخوف من الرسوب في الإمتحان وما يترتب عليه من خسائر ماديا ومعنوية لك ولا للأسره.. الخوف من تعنيف المدير او خصم من المرتب او خساره الوظيفه او حتى الخوف من الإحراج والظهور بمظهر الشخص الفاشل  او الذي لا يعتمد عليه امام الناس.


 تعال نحاول نفهم الكلام الذي قلناه من خلال مثال..


 و لنفرض ان امامك 10 ايام لانجاز عمل معين.. مذكره قبل امتحان تقرير ستسلمه للمدير.. او مشروع ستسلمه لعميل.
 طالما هذا العمل غير ممتع في حد ذاته, وليس له عائد لحظي مستحب منه.. فنفسك لن ترى غير مقدار الالم المطلوب الانجازه, وبالتالي غالبا ستبدأ بالتسويف.. وتهرب من الشغل للأمور التي تعطيك عائد لحظي.. مثل تصفح السوشيال ميديا و يوتيوب على سبيل المثال.. تقوم تعمل كوب شاي بدل الذي برد او تستكشف الاشياء الجديده التي قد تكون ظهرت في الثلاجه خلال النصف ساعه الماضيه!


 ايام الإمتحانات.. بعض البنات يكتشفن حبهن للمطبخ وغسيل المواعين!.. في محاوله لتجنب الام المذاكره وفي نفس الوقت تجنب ألم نقد الوالدين من عدم المذاكره!


 كل ما الوقت مر  وأنت لم تبدا بعد, مقدار الألم لتنفيذ العمل ثابت.


 لكن هناك شيء اخر يزيد.. وهو مقدار الخوف من عدم انجاز العمل.. وعندما يتساوي مقدار الألم الناتج عن الخوف من العمل او يزيد عن مقدار الألم المطلوب لإنجازه.. هذه هي اللحظه التي تتوقف فيها عن التسويف وتبدأ في العمل لكي تنقذ نفسك من العواقب.


 وعندما تبدا العمل بالفعل سيبدا مقدار الالم المطلوب لتنفيذ العمل ان يقل!.. هذه اللحظه التي عادة ما تكتشف فيها ان الوضع لم يكن بالصعوبه ولا بالسوء الذي كنت تتخيله وكنت تسوف من اجل تجنبه.. وهي ايضا اللحظه التي تحس فيها بالندم انك لم تبدا مبكرا عنها!


 لكي تستطيع مواجهه مشكلتي الاشباع الفوري وتجنب الألم, تحتاج ان يكون لديك حافز قوي او لو لم تجد حافز قوي يكون عندك قوه إراده تمكنك من مواجهه الألم والصبر على العائد المستقبلي من العمل.


 مع كتاب اليوم هنحاول عرض حلول اسهل في التنفيذ على المدى القصير.

 
 لكن قبل الحلول.. يجب ان نتعرف بدقه عن المخاطر..


3- مخاطر التسويف


 التسويف له 3 مخاطر.. واحد منها واضح.. واثنين غير واضحين!


التسويف ظلم كبير لنفسك..


لأنه يجعل انتاجك اقل بكثير من قدراتك.. من حيث الكم والجوده. طبيعي كم وجوده العمل الذي تقوم به في يومين لن يكون مثل كم وجوده العمل الذي تقوم به في اسبوع.


 وفي الحياه انت تحصل على قدر انتاجك الفعلي.. لا على قدر انتاجك المحتمل!.. لا احد يهتم بما كان من الممكن ان تفعله.. المهم وما فعلته بالفعل!


 التسويف يفيد الراحه كما يفسد العمل..


 قارن بين شعورك وانت ذاهب للنوم في يوم تكون أنجزت فيه وعملت جزء كبير من ما عليك.. وبين شعورك وانت ذاهب للنوم في يوم سوفت فيه ولم تنجز وتضاعفت عليك كميه الشغل المطلوب من تنفيذها في اليوم التالي.


 الوقت الذي بتقضيه في التسليه او الراحه وانت تسوف في شغل مهم يكون عادة مخلوط بالقلق وتأنيب الضمير.. بينما وقت الترفيه الذي يأتي بعد الانجاز يكون ممتع اكثر وخالي من القلق او تانيب الضمير, الاجانب يسمونه Guilt Free Play


 الخطر الاكبر للتسويف..


 قلنا ان حافز الخوف يظهر بعد فتره من التسويف ويساعدنا في انجاز العمل ولو حتى بجوده قليله.. لكن هناك مشكله كبيرة في حافز الخوف غير انه يظهر متاخر!


 المشكله انه لا يظهر اصلا الا في الاعمال اللي لها موعد تسليم او يكون عليك فيها رقيب او لها عواقب وخيمه قريبه الاجل.


 لكن أمور مثل عمل مشروع جانبي يزود دخلك أو يحررك من قيود الوظيفه.. او مثل الاطلاع على كتب او كورسات مفيده لتطوير ذاتك أو نفسك.. او مثل ممارسه الرياضه للحفاظ على صحتك.. هذه الامور ليس لها موعد تسليم!.. ليس فيها مدير يعنفك او يخصم لك لو لم تعملها.. وبالتالي حافز الخوف لن يظهر وستظل تسوف فيها بشكل مستمر.. ولن تبدا فيها ابدا!


وفي الواقع هذه الامور عادة ما تكون هي الأهم على المدى البعيد و هي التي تحدد مدى نجاحك وشكل حياتك في المستقبل!


 وهذا يبين لك الخطوره الحقيقيه لمشكله التسويف.. و مدى ضروره العمل على حلها مهما تطلبت من وقت ومجهود.


4- حل مشكله التسويف


 هناك حلول كثيره مقترحه لمشكله التسويف.. لكن ليس من ضمنها حل سحري يحولك في وقت قصير من شخص يسوف في معظم اعماله لشخص لا يسوف ابدا.. توقع ان اي حل سيتطلب مجهود ومحاولات متكرره لكل تتحسن بشكل تدريجي حتى تصل لدرجه مرضيه من القدره على مواجهه التسويف وتفادي مخاطره.


 احيانا الحلول الكثيره تسبب الحيرة والتي في حد ذاتها قد تسبب التسويف لذلك ساكتفي بنقطتين فقط واحده نفسيه وواحده عمليه..


 اول نقطه.. الوعي بطبيعه المشكله وابعادها.. بمعنى؟!


 يعني تكون عارف وفاهم عده نقاط شرحناها بالفعل في كلامنا.. ساذكرك بهم باختصار


 1- التسويف سبب الرغبه في وجود عائد فوري والرغبه في تجنب الالم. وان هذا الالم يكون في اعلى مقدار له في البدايه وبمجرد ما تبدا في العمل يبدا يقل حتى يختفي.


2- التسويف ظلم كبير نفسك.. لانه يجعل انتاجك اقل بكثير من قدراتك يحرمك من نجاح لديك المعرفه والمهارات التي تمكنك من تحقيقه.


3- التسويف لا يفسد العمل فقط.. وانما يفسد عليك اوقات الراحه والتسليه ايضا.


 4- ان خطوره التسويف الحقيقيه في الامور التي لا يكون عليك فيها رقيب او موعد تسليم او خساره قريبه الأجل.


 ثاني نقطه.. هي قاعده ال10 دقائق..


 هو تكنيك بسيط جدا يساعدك على مواجهة مسببات للتسويف.


 الطريقه ببساطه انك ستضبط مؤقت موبايلك لمده 10 دقائق.. وتبدأ شغل على الشيء الذي تتجنبه حتى انتهاء الوقت.


 الفكرة هنا انك تخبر نفسك بوضوح ان كل المطلوب منك هو الشغل لمده 10 دقائق فقط.. غير مطلوب منك ان إنهاء مهمه معينه او قدر معين من الشغل.. غير مطلوب منك ان تؤدي أداء رائع في هذه العشر دقائق.. كل المطلوب ان تشتغل حتى انتهاء الوقت.


 لو العمل الذي تتجنبه ثقيل جدا على نفسك اجعلها خمس دقائق وبعدما تنتهي المده تقدر تقوم.. تحرك قليلا.. اخرج البلكونه وبعد قليل.. اضبط المنبه على عشر دقائق ثانيه.. وهكذا


 فائده هذه الطريقه انها..

 

  •  تمكنك من كسر الحاجز النفسي لبدء العمل.. لان مقدار الألم من الشغل لمده 10 دقائق فقط اقل بكثير جدا من مقدار الالم المطلوب لإنجاز العمل كله.. و هذا يجعلك اقدر على مواجهته.
  •  ايضا كلما ارن المنبه بعد كل 10 دقائق.. ستحس بشعور ايجابي وهذا بشكل ما يساعد في عمليه الاشباع الفوري التي تكلمنا عنها.
  •  بعدما تستخدم هذا الاسلوب عدد من المرات وتبدأ في احراز تقدم في الشغل المطلوب منك ستجد ان رغبتك في التسويف قلت بشكل كبير و تقدر تكمل المشروع بشكل عادي لانك ستكون قد دخلت في مود الشغل بالفعل.

 

اسم الكتاب: حل لغز التسويف SOLVING THE PROCRASTIATION PUZZLE

اسم الكاتب: TIMOTHY A. PYCHYL, PH.D.

تلخيص: علي محمد علي

By Raghda Elhamly

 

لمزيد من المعلومات عن كل ما يخص التنمية البشرية اضغط هنا

موضوعات ذات صلة:

تنمية بشرية اضغط هنا

طرق النجاح اضغط هنا

أعرف نفسك اضغط هنا

تطوير الذات اضغط هنا

العلاقة بالمحيط اضغط هنا

الدعم النفسي اضغط هنا

الطاقة اضغط هنا

كلام في البيزنس اضغط هنا

حل لغز التسويف من طرق النجاح ( ملخص كتاب )

كتاب حل لغز التسويف

حل مشكلة التسويف و المماطلة

 

Copy Right 2018