إنّ المدرّب الناجح هو من يملك فنّ الإقناع والتلقين، وكم من مدرّب يكون بمثابة معلّم حقيقي، ويساعد المتدرب ليكون شخصيّة ناجحة كونه تدرّب على يد من كان خبيراً، كما إنّ الكثير من المدرّبين يملكون الكثير من المعلومات والفهم العميق، ولكن هناك أكثر أهميّة من مقدار المعلومات والمعرفة وهو ما باستطاعته أن يوصل هذه المعلومة بقدر كبير من البساطة والسلاسة.
لابد أن يتمتع مدرب التنمية البشرية بعقلية منفتحة وقادرة علي استيعاب الآراء المختلفة التي قد يصادفها في الحياة اليومية, ويكون ذلك بمعرفته بكل القضايا التي تدور في المجتمع الذي يعيش فيه والمجتمع العالمي أيضا, لينجح في الحكم علي المواقف المختلفة بشكل صحيح بعيدا عن الحدة والإنفعالية.
ضرورى أن يتمتع مدرب التنمية البشرية بثقافة عامة, يجب أن يتسابق مع الزمن في كل شىء وأن يعرف كل شىء عن هذا التخصص بافضافة إلى بعض التخصصات الأخري والسير وراء التغيرات التي قد تحث مستقبلا مع ضرورة الاستعداد لها جيدا, يكون هذا عن طريق الإطلاع المستمر والدائم علي مختلف العلوم والمواضيع الأدبية بالإضافة إلى تحليلها وتكوين رؤية معرفية واضحة تجاهها, كما ويجب عليه أن يحرص علي القراءة والمطالعة, والسعي وراء حضور مختلف الندوات الأدبية والثقافية التي تزوده بالكثير من المعلومات المهمة.
وهي من أهم الصفات التي لابد أن تتوافر في مدرب التنمية البشرية لكي يكون ناجحا ومتألقا في مهنته, حيث أن الثقة بالنفس تنعكس علي حضوره أمام الآخرين ومدي تقبلهم لكل الأفكار والنصائح التي يوجهها لهم, ولكن علي مدرب التنمية البشرية أن ينتبه لعدم تحويل هذه الثقة إلي غرور فيدمر كل محاولاته في بناء جسر متين وإيجابي للتواصل الفعال مع الآخرين.
يجب أن تتوافر في مدرب التنمية البشرية مجموعة من المهارات الشخصية التى تساعده علي النجاح والتألق في مهنته, مثل القدرة علي الإستمتاع بساعات العمل, تقديم المساعدة والنصائح الإيجابية للآخرين, القدرة علي الاستماع لمشاكل الآخرين وايجاد الحلول المناسبة لها, امتلاك القدرة على التواصل البناء مع الآخرين بكل سهولة وامكانية التحدث إليه مع القدرة علي قراءة الآخر وكيفية معرفة احتياجاته , القدرة علي اقناع الآخر للتاثر به والسير في التغيير من ذاته والعمل علي الوصول إلي الهدف المراد الوصول إليه, التحلي بكاريزما عالية يمكنها التأثر في الآخرين مع القدرة علي المناقشة مع كل شخص حسب ثقافته , النظرة الإيجابية تجاه كل أمور الحياة, التفاؤل والابتعاد عن التشاؤم, والسعي وراء إحداث تغيرات إيجابية في حياة طلابهم.
تزيد الأعمال التطوعية من قدرة مدرب التنمية البشرية علي العمل بجهد ومثابرة بعيدا عن الشعور بالملل, كما وتزيد من قدراته علي الدخول في المجتمع ومشاكله والمساهمة في معالجتها, لهذا يجب علي مدرب التنمية البشرية أن يتطوع للإهتمام بمجالات مختلفة, كالتعليم, الصحة, المياه, الصرف الصحى, تحسين مستوي معيشة الإنسان, والسعي وراء زيارة الجمعيات الخيرية ومعرفة أحوال الفقراء والمحتاجين وبث الروح الإيجابية في نفوس كل الأشخاص الذين يقابلهم.
من الضروري أن يحصل مدرب التنمية البشرية علي بعض المؤهلات والتخصصات العملية اللازمة له في عمله ويجب أن تكون في مجال الأعمال التجارية, والعلوم الاجتماعية, الموارد البشرية, ومجالات التدريب والتطوير, وقدرته علي أداء عمله بشكل صحيح.
إن الصبر هو السر وراء نجاح مدرب التنمية البشرية في عمله , وذلك لأن هذه الأنواع من الأعمال تتطلب من الإنسان التعامل مع أنواع مختلفة من الشخصيات والعقول التي تحتاج إلي صبر طويل لتتأقلم مع الأفكار التي تطرح عليها, لهذا فإن مدرب التنمية البشرية الذي يفتقد لصفة الصبر سيفشل حتما في تحقيق النجاح والتقدم في هذه المهنة.
1- التدرج في اعطاء المعلومات للمتدرب أو المشارك فإنّ الانتقال من المعلومة السهلة إلى الصعبة هو تدرّج صحيح، وأيضاً التدرّج من المعلومة المعروفة إلى المعلومة المجهولة له فعل الإفهام.
2- عدم تلقين المتدرب لأكثر من فقرة أو فكرة في الوقت ، وتجنّب عدم الانتقال لأي فكرة أو فقرة جديدة إلاّ بعد التأكد من فهمها.
3- على المدرّب الناجح أن يعيد من وقت لآخر أفكار قد ذكرها في وقت سابق وذلك من أجل التذكير بها، وأن يغير أسلوب التذكير كلما أراد العودة لها، حيث هناك دراسات وتقارير قد حدّدت نسبة ما يُتذكّر من معلومات في ختام شهر التدريب فتبيّن بأنّها 10% من المعلومات فقط تظل في الذاكرة، ولا بدّ من جعل المتدربين هم الفاعلين الحقيقيّن في التدريب، وذلك لأجل الوصول إلى المعلومة أو النتيجة المطلوبة على لسان المتدرّب لا المدرّب، وبذلك يكون الفهم وصحّة الجلسة قد ادّت الهدف المطلوب.
4- لا بدّ للمدرّب بأنّ يكون حافظاً لمعظم المعلومات التي يريد قولها في جلسته، فإنّ القراءة من خلال الورقة بإستمرار قد يجعل الملل يطغى على الجلسة، واعتراف المدرّب بعدم المعرفة عندما يُسأل عن معلومة وهو لا يعرفها، من شأنها دعم الجلسة، إذ يمكن له بأن يجعل هذا السؤال محطّ إجابة وتفكّر من قبل جميع المتدرّبين.
5- الإثارة والتشويق هي ما تضفي جواً من التفاعل وتجعل المتدرّبين في حالة انجذاب باتّجاه المدرّب مما يسهّل عمليّة تلقي المعلومة وبالتالي نجاح المدرّب في مهمّته، وعلى المدرّب أنّ يبقى على تواصل ومراقبة لملامح المتدرّبين، وجعلهم متفاعلين معهم، لأنّ بعض الأشخاص يتمكّن منهم الشرود، فتضيع بذلك السيطرة على جو الجلسة، ولا بأس للمدرب بأن يدخل بعض القصص والأحاديث التي يهواها الناس، فهي تخلق جواً من التفاعل وإثارة النقاشات المهمّة، بالإضافة إلى ضرورة إجراء المسابقات فيما بين المتدرّبين، ولا بأس أيضاً من تدعيم الجلسة بصورة توضيحية ومقاطع صوتيّة أو فيديو، لما لها من الرسوخ في الذاكرة وسرعة التذكّر.
مدربوا التنمية البشرية يمتلك مهارات خاصة وشخصية مميزة تؤهلهم لكي يكونوا مدربين, فهم يعملون بشكل دائم علي تنمية مهاراتهم الشخصية لتقديم المساعدة للتحديات التي تواجه المتدربين والأخذ بأيديهم لتنمية قدراتهم الشخصية وتطويرها.
حيث قالت "د.ليلي البلوشي" مدربة ومستشارة دولية وتنمية بشرية: إنني أعتبر مدرب التنمية البشرية شخص يجب أن يكون بمثابة ساحر حيث أن له تأثير وقدرة علي التواصل مع الشخص الآخر..
يمكننا القول بأن مدرب التنمية البشرية يهدف إلي مساعدة الآخر وليس إلي تغييره لأن هناك فرق بين التغيير والمساعدة حيث أن التغيير يستحيل مع شخص رافض التغيير في حد ذاته وإنما يقوم مدرب التنمية البشرية بوضع وتقديم النقاط للشخص الآخر التي يجب عليه تطويرها.
وتابعت الدكتورة "ليلي البلوشي" يصف مدرب التنمية البشرية الطريق للغير والآخر من نقطة البداية ثم يبدأ في تحديد النقاط التي تستوجب التغيير ومن ثم يبدأ دور مدرب التنمية البشرية في أخذ يد الغير للوصول إلي نقطة التغير أو النقطة المراد الوصول إليها.
أما عن كيفية الوصول إلي نقطة التغيير فتكمن في تحديد الأمور المراد تغييرها وتعديلها وتنميتها في السلوكيات والمهارات, لذلك يمكن القول بأن مدرب التنمية البشرية يفتح عين الشخص الآخر من أجل الوصول لهدفه الذي يرمي إليه.
تم جمعه
By Raghda Elhamly
.jpg)
.jpg)
.jpg)
لمزيد من المعلومات عن كل ما تريد معرفته عن التنمية البشرية اضغط هنا
موضوعات ذات صلة:
Copy Right 2018
