السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
بسبب فيروس كورونا مصر وكلنا نمر بفترة لم تحدث من قبل على مدار حياتنا, ونحن حريصين أن نلتزم بيوتنا لعدم انتشار العدوى, ولكن هناك من يضطر إلى النزول لظروف أعمالهم وحياتهم مثل الأطباء وضباط الشرطة ومن يعملون في المزارع والأراضي وسواقين النقل الذين ينقلون ما يخص الطعام والشراب وأيضا السوبر ماركت.. فكان الله في العون.
ولكن اليوم سنتحدث عن الناس الذين يلتزمون البيوت, فكيف يستطيعون استغلال وقتهم في المنزل لعدم الشعور بالفراغ؟
الشعور بالفراغ هو شعور سيء ويسبب الملل.. لذلك لابد أن نعرف كيف نستغله بعد أن اصبحنا لا نذهب للعمل في هذه الفترة.
اذا كان عملنا فيه امكانية العمل من البيت على الإنترنت واتخاذ التعليمات من خلاله.. فهناك برنامج اسمه Zoom Us وهذا البرنامج يمكن استخدامه لعمل الإجتماعات الخاصة بالعمل.
اذا كنت متزوج فبإمكانك قضاء وقتك مع زوجتك وأولادك, واذا لم تتزوج فيمكنك قضاء وقتك مع والدك ووالدتك وأخواتك, وطبعا نفس الكلام للمرأة اذا كانت تعمل.. فمن المهم ان تعلم كيف تتعامل مع أسرتك.
فهناك الكثير من المتزوجين أثناء جلوسهم في المنزل سيتتفاجئون بتصرفات أولادهم, وبالضغوط اليومية التى تتعرض لها زوجته. فلابد أن تتقرب من أولادك وتحاول استيعابهم وتعرف كيف تتعامل معهم وتكون صداقات معهم, وكذلك للمرأة التي تعمل.
وكذلك الغير متزوج.. لابد أن تحاول التقرب ومعرفة التعامل مع أفراد اسرتك, ولا تجعل الموبايل يشغل كل وقتك.. فلابد من استغلال هذا الوقت بشيء ينفعك.
لابد أن يكون لديك القدرة على الإطلاع ليصبح لديك وعي وتطور من ذاتك.
العادات يتم اكتسابها بالتكرار.. فبعد أن أصبح لديك وقت فراغ لماذا لم تكتسب عادة جديدة تستفيد منها في المستقبل.
مثل الرياضة, فمن الممكن أن تخصص عشر دقائق يوميا أو أقل أو أكثر حسب وقت فراغك.. فالرياضة مفيدة جدا في هذا الوقت لتقوية المناعة ولعدم زيادة الوزن بما انك تقضي كل وقتك في البيت, وهذه العادة ستستفيد منها حتى اذا رجعت للعمل ولحياتك الطبيعية حتى لو عشر دقائق يوميا.
أو قراءة القرآن, لكل من كان هاجرا للقرآن الآن لديك الوقت لتخصص من يومك لقراءة القرآن نصف ساعة مثلا أو اكثر يوميا, حتى وإن عدت لعملك يمكنك تخصيص ولو عشر دقائق لذلك.
أو الإتصال بالأقارب, فيمكنك أن تخصص كل يوم من وقتك للإتصال بإحدي عائلتك.. فيوم لخالك ويوم لخالتك وآخر لعمتك, ويوم لأخوتك , ويوم لوادك ووالتك إذا كنت متزوج.. وهكذا, فعود نفسك على صلة الرحم حتى عندما تعود لعملك تستمر على ذلك لتطمئن عليهم.. اتصال تليفونيا أو لايف ولا تلجأ لهذا العالم الإفتراضي وهو الوتساب أو الماسنجر فتأثيرهم الأفضل هو التحدث مع أقاربك لايف وتبقى معهم في نفس اللحظة.
وذلك من خلال اللعب معهم أو اكتشاف ألعاب جديدة أو البحث عن ألعاب الذكاء مثل الشطرنج والكونكت فور, فلابد من تكوين علاقة مع أولادك فيها لعب وحيوية, لابد أن تستمتع بأولادك ومعهم دون النظر إليهم فقط من الجانب السيء وهي ازعاجهم لك.. فلابد ان تتعرف على طريقة تفكير هذا الجيل.
اذا لديك عمل خاص واضطررت ان تنهيه أو توقفه في تلك الفترة.. فعليك ان تفكر في تطويره والتركيز على النقاط التي كانت بحاجة إلى ضبطها, فما نمر به اليوم هو أزمة وفي علم الكوارث والأزمات لابد من وضع سيناريوهات لمعرفة ما الذي يجب عليك أن تفعله حتى لا يتوقف العمل فحتما في هذه الفترة كل حساباتك قد تغيرت.
لديك الوقت لمشاهدة الأفلام المختلفة أو سماع المزيكا القديمة والحديثة او سماع مطرب أت تحبه يعطيك مشاعر معينة, أو تتعلم مهارة جديدة مثل المزيكا أو غيرها.
وكل هذه الأفكار هي مجرد اقتراحات يمكن الإستفادة منها في اوقات الفراغ.. فلا يجب أن يكون كل اهتماماتنا في هذه الفترة هي متابعة الأخبار السيئة ومتابعة أعداد الوفيات مثلا, كل ذلك له تأثير سيء على صحتك النفسية وتجعلك في ضغط نفسي, فلا مانع من متابعة بعض الأخبار ولكن ليس طوال الوقت.
فلا تنسي أن الصحة النفسية الجيدة تزيد من قوة مناعتك.
وطبعا أنا ليس بحاجة إلى أن أذكرك بالفيسبوك والواتساب واليوتيوب والربنامج الذي اشتهر كثير خصوصا في هذه الفترة لإن أنت لديك حالة اشباع كبيرة بالنسبة لكل هذا, ولكن اذا أردت متابعة هذه البرامج فلا تتبع الأخبار والأشياء السلبية التي تسبب لك ضغوط نفسية.
فكر في أنها ممكن تكون رسالة من ربنا لك, فمنا من يتسائل لماذا حدث هذا.. ومنا من يحمد الله.. ومنا من يستغفر لله.. فكل من سيستقبل هذه الرسالة بطريقته الخاصة.
لذلك لابد أن تعود لله وتعرف ما هي العلامة التي اراد الله ان يوجهها لك في ذلك الوقت وأن تعطي وقت اكبر لله وتستغفر كثيرا وتتوب, ويجب أن تعلم جيدا أن "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا".. وأنه قدر الله سبحانه وتعالى ولا هروب من قضاء الله.. فلابد أن تبحث عن الحلقة المفقودة وتستكملها مع الله.
فهذا الوقت مهم جدا.. فلابد من معرفة كيفية استغلاله, فحاول أن تسجل كل هذه الأفكار في ورقة ثم اختيار مايناسبك وضعها كخطة وضع لنفسك علامة صح عندما تنجزه لتشعر بقيمة وقتك الحقيقية وتستغله بشكل صحيح لكي تستفاد منه.
حيث أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال:
"إذا جاء يوم القيامة وفي يدي أحدكم فسيلة فليغرسها"
وهذا يعني أنك لابد أن تجتهد دائما حتى يوم القيامة, فلابد من استغلال وقتك بشكل سليم وان تحاول الا تترقب دائما الأوضاع والخبار السيئة لتعيش نفسك في جو من الطاقة السلبية والإحباط.
ففي النهاية "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا" فلا يجب الإفراط او التفريط بل يجب الأخذ بالأسباب.
اتمنى لكم السلامة والإستفادة...
ولمتابعة قناتي على اليوتيوب التي تخص مدينة القاهرة الجديدة والتجمع الخامس وكل المواضيع العامة المفيدة اضغط هنا
للإستماع إلى الفيديو لهذا الموضوع اضغط هنا
ولمزيد من المعلومات عن العلاقة بالمحيط اضغط هنا
تحياتي لكم..
By Mohamed Elmahdy
موضوعات ذات صلة:
كل ما يخص التنمية البشرية اضغط هنا
.jpg)
Copy Right 2018
