1

كيف تفشل في كل شيء تقريبا, وتستمر في تحقيق النجاح الكبير !(ملخص كتاب)


كيف تفشل في كل شيء تقريبا, وتستمر في تحقيق النجاح الكبير !


1- الفشل سلم النجاح


المؤلف يبدأ الكتاب بذكر 36 مشروع ووظيفة فشل فيها!
من وظيفة في بنك.. لمحاولة دراسة القانون.. لافتتاح مطعم.. للعمل في العقارات.. وحتي بعض المشاريع الرقمية مثل عمل العاب كمبيوتر وتطبيقات ومواقع انترنت.. لكن وبرغم فشله في كل هذه المشاريع والمحاولات.. إلا أنه في كل محاولة إما تعلم مهارة معينة أو اكتسب قدر من المعلومات والمعرفة التي بدونها لم يكن ليحقق النجاح الكبير الذي حققه في النهاية كرسام كاريكاتير!


هناك مقولة جميلة لهنري فورد, تقول:
failure is simply the opportunity to begin, this time more intlligently
الفشل ببساطة هو فرصة للبدء من جديد .. بذكاء أكبر!


وهنا نريد التأكيد علي نقطة مهمة جدا


الفشل الذي نتحدث عنه هو الفشل الذي نستفيد منه بمعرفة أو خبرة أو مهارة تزود فرص النجاح مستقبلا.. لكن إن لم نتعلم أي شيء من الفشل.. وفشلنا يتكرر لنفس الأسباب.. في هذه الحالة لن يكون الفشل خطوة في طريق النجاح.. بل مجرد إهدار للمال والوقت والمجهود بدون أي عائد.


نقطة إضافية هنا غير مذكورة في الكتاب.. بإمكانك ان تتعلم من فشل الأخرين أيضا! عندنا مقولة جميلة تقول.. "الحكيم من اتعظ بغيره".. وهذا من أكثر الفوائد التي نأخذها من قراءة الكتب.. أننا نتعلم من تجارب الأخرين وخبراتهم بدون تحمل تكلفة الفشل التي تحملوها لاكتساب هذه الخبرات.. لكن طبعا مهما قرأت هذا لن يضمن لك تجنب الفشل بنسبة 100%, لأن كل منا ظروفه ومتغيرات حياته مختلفة.. وهنا تاتي فائدة كلامنا عن التعلم من الفشل بشكل يساعدنا علي النجاح مستقبلا!


2- الأهداف للفشلة! والأنظمة للناجحين!


هذه الفكرة من أشهر أفكار الكتاب. وذلك لأن كثير من الناس -رغم قبولهم العام للفكرة- غير متفقين معها بشكل كامل.
المؤلف يقول أنه لديه مشكلة مع فكرة وضع أهداف محددة لحياتك.. لأن بها 3 مشاكل:


1- أن الأهداف المحددة قد تعميك عن فرص أفضل.


تخيل موظف في شركة حدد لنفسه هدف انه في يوم من الأيام سيصل لمنصب معين في هذه الشركة.. منصب المدير مثلا.. هذا الهدف من الممكن ان يحرمه من فرص أفضل في شركات أخري او حتي يحرمه من فرصة تأسيسه لشركته الخاصة.. لأنه حدد مجال رؤيته بهذا الهدف ولم يعد يري غيره.


2- أن الأهداف تجعلك دائما في حالة من السعي وراء النجاح, بدلا من حالة النجاح نفسها!


المؤلف يقول أن حالة مطاردة النجاح المستمرة هذه تؤثر سلبا علي سعادة الناس.. لأن معظم الناس تفترض أنها لن تصل للسعادة إلا بعد تحقيق الأهداف. وأنك طوال فترة سعيك وراء الهدف لا تعتبر نفسك ناجح, وحتي بعد أن تحقق الهدف وتعيش حالة النجاح لفترة قصيرة, غالبا ستحدد هدف أخر اكبر وتعود مرة أخري لحالة السعي وراء النجاح.


3- إنك لا تملك التحكم في كل مقومات تحقيق الهدف.


من الممكن جدا أن تجتهد وتعمل ما عليك.. لكن مع ذلك لا تحقق الهدف لأسباب خارجة عن إرادتك.. وهذا من الممكن أن يسبب لك إحباط كبير ويشعرك أن كل تعبك ضاع بلا مقابل. لأن مثلما قلنا معظم الناس تربط النجاح بتحقيق الهدف المحدد الذي تسعي وراءه.


يري المؤلف أن البديل للأهداف هو ما يسميه "الأنظمة Systems"


النظام الذي يقصده المؤلف هو ببساطة "مجموعة من القواعد والعادات اليومية التي تزيد فرصك في تحقيق النجاح" في جانب من جوانب الحياة..


يعني مثلا: بدلا من أن يكون عندك هدف محدد بأن يصل وزنك 60كيلو خلال سنة.. الأفضل أن تضع نظام دائم للحياة الصحية من حيث الأكل والرياضة, وتستمر عليه بشكل دائم لا لمدة سنة فقط.
أو مثلا: بدلا من أن يكون عندك هدف محدد بالحصول علي وظيفة أفضل خلال فترة محددة.. الأفضل أن تضع نظام لرفع مستوي مهاراتك وتعلم مهارات جديدة بشكل مستمر.. حتي لو لم تحصل علي وظيفة أفضل خلال سنة فالمهارات التي اكتسبتها ستنفعك بشكل أو بأخر لاحقا..


المهم أن فكرة النظام System ستجعلك تركز علي ما يفترض عليك عمله يوميا بدلا من التعلق بشيء في المستقبل مثل الهدف.. وبالتالي كل يوم تلتزم فيه بالنظام الذي وضعته يمكنك اعتبار نفسك ناجح.. ولا تحتاج أن تنتظر تحقيق شيء محدد في المستقبل لتشعر بالنجاح.. 


والسؤال هنا.. كيف نوفق بين كلام المؤلف الذي جزء معتبر منه صحيح وبين كلام عشرات الكتب الأخري التي تؤيد أهمية الأهداف في حياتنا؟


سأخبرك بثلاث نصائح تمكنك من الجمع بين فائدة الرأيين:


1- اجعل أهدافك جزء من استراتيجية أو خطة كبيرة وليست مجرد أهداف مؤقتة.


عندما تحدد لنفسك هدف لازم يكون جزء من خطة كبيرة.. وليس مجرد هدف مؤقت يضيع تأثيره بعد تحقيقه.. يعني مثلا.. كثير من الشباب والبنات يضعون لأنفسهم هدف مؤقت بنزول وزنهم قبل يوم الزفاف.. ليكون شكلهم جميل أمام الناس وفي الصور!
عادة طبعا ما يضعون أنفسهم تحت ضغط كبير لتحقيق هذا الهدف في الوقت المناسب.. وبعد الزفاف ينتهي الغرض من الهدف فيتوقفوا.. والنتيجة طبعا تكون الرجوع لنفس الوضع السابق وأحيانا أسوأ.. حيث من أكثر الأمور التي تصيب الإنسان بالحزن والاكتئاب والإحباط هو أن يشعر بأنه في وضع أسوأ مما كان عليه سابقا.. في حين لو كان هدفهم الالتزام بنظام صحي بشكل دائم.. حتي لو كان تأثيره علي الوزن بطيء.. كان وضعهم بعد الزفاف بشهور وسنين سيكون افضل.. والإنسان يسعد ويفرح عندما يشعر بأنه يتطور ويتقدم للأفضل..


2- حول أهدافك لعادات يومية واحتفل بالنجاحات الصغيرة.


لا تجعل تعلقك بالمستقبل ينسيك أنك لن تصل إليه إلا إذا قمت بالجزء المطلوب منه خلال اليوم!
مهم أيضا ألا تربط سعادتك كلها بالهدف النهائي.. كل تقدم تحرزه نحو تحقيق هدفك يعتبر نجاح صغير يستحق الاحتفال والسعادة.. قارن وضعك الأن بوضعك قبل إحراز أي تقدم واشكر الله علي نعمة التحسن للأفضل وإحراز خطوات للأمام.. عندما تسمع احد الناجحين يحكي قصة نجاحه لن تجده يتكلم كثيرا عن لحظة النجاح نفسها وفرحته بها.. معظم كلامهم يكون عن الرحلة نفسها وعن الخطوات التي مر بها للوصول لهذا النجاح.


3- راجع أهدافك كل فترة وغير فيها ما يلزم.


هذه النقطة مهمة جدا.. عندما تحدد هدف, فأنت تحدده بناء علي خبراتك ومقدار معرفتك الحالية والظروف التي حولك.. لكن كل هذه الأمور تتغير مع الوقت.. فبالتالي من المهم أن تراجع أهدافك كل فترة.. هل مازلت تريد تحقيقها كما هي, أم ان هناك امور تغيرت تجعل من الحكمة أن تغير في هذه الأهداف.


3- كيف تضاعف فرصك في النجاح


المؤلف يقول:
Every skill you acquire, doubles your odds of success
كل مهارة جديدة تكتسبها .. تضاعف فرص نجاحك!


لكن المؤلف يطرح بعض التفاصيل المهمة:


أولا.. أن الزيادة ستكون كبيرة لدرجة أنه يمكننا القول أنها تضاعف فرص النجاح وليس فقط تزيدها.. لو فرص نجاحك حاليا 30% وتعلمت مهارة جديدة مهمة.. هذا من الممكن أن يجعل فرص نجاحك 60% !


ثانيا.. المؤلف يقول إنك لا تحتاج أن تكون محترف في هذه المهارة الجديدة.. يكفي أن يكون مستواك فيها جيد أو مقبول احيانا, ويطرح نفسه كمثال.. يقول لو رأيت رسوماتي يمكنك أن تكتشف بسهولة أنني لست رسام بارع.. مهاراتي في الرسم مقبولة.. كما بالنسبة للكتابة, أنا كاتب جيد لكني لست خارق للعادة.. حتي بالنسبة للسخرية وخفة الدم المطلوبة لرسام كاريكاتير هو ليس أظرف واحد بين أصدقائه.. لكن لو جمعت الثلاث مهارات مع بعض (الرسم - والكتابة - خفة الدم) فهي ضاعفت فرصه كرسام كاريكاتير في النجاح!


طبعا هناك مهارات إضافية أخري ساعدت المؤلف في تحقيق النجاح, المهم هنا أن معظم المهارات هذه اكتسبها في المشاريع والوظائف التي فشل فيها سابقا! وهذه طبعا نقطة أساسية في الخط العام للكتاب وتوضيح كيف من الممكن أن يقودك الفشل للنجاح في النهاية!


4- الطريقة المضمونة لزيادة الحظ!


قبل أن نطرح الفكرة أحب أن اوضح أننا كمسلمين ليس لدينا فكرة الحظ العشوائي.. عندنا مفهوم التوفيق, وعدم التوفيق أو الابتلاء..


لكن عموما سنعرض وجهة نظر المؤلف كما هي أولا ثم نعقب عليها ونري كيف أن استبدال مفهوم الحظ العشوائي بمفهوم التوفيق والابتلاء سيجعل الفكرة أفضل في الواقع.


المؤلف يقول أن الحظ جزء أساسي من معادلة النجاح بجانب المهارات والاجتهاد.. برغم أنك لو سألت معظم الناجحين عن أسباب نجاحهم لن تجد كثير منهم يتكلم عن الحظ! وهذا لأن البشر يحبون نسب نجاحهم لقدراتهم وعبقريتهم كما تحدثنا من قبل في تلخيص كتاب الأنا هي العدو ( الجزء الأول ) لا لشيء خارج تحكمهم مثل الحظ.


لكن هناك قلة من الناجحين تقول الحقيقة.. مثل بيل جيتس مثلا.. الذي اعترف في أكثر من مناسبة أن لولا حظه أنه ولد في أسرة غنية ومهتمة بمجال الكمبيوتر رغم إنه كان شيء نادر جدا وقتها.. بدون هذا كان من المستحيل أن يصل لكمبيوتر في هذا الوقت ويتعلم البرمجة ليبدأ رحلته النتي انتهت ببناء امبراطورية مثل مايكروسوفت!


المؤلف أيضا يحكي عن عامل الحظ في نجاحه كرسام كاريكاتير.. حيث ان اول صحيفة قبلت نشر أعماله كانت علي وشك الرفض.. لولا أن المحررة المسئولة في الصحيفة نسيت الرسومات في سياراتها وصادف أن زوجها المهندس رأها وأعجبته جدا.. وهذا لأن الكوميكس التي يرسمها المؤلف موجهة أكثر للموظفين والشركات التي تعمل في المجال التقني والهندسي.. مما يمكنهم من فهم السخرية التي فيها أكثر من الناس العادية!.. وهذا جعل المحررة تعيد النظر في الرفض.. فلولا هذه الصدفة ربما لم يكن المؤلف لينجح في مجال الكاريكاتير علي الإطلاق!


المهم أن المؤلف يقول إنك بإمكانك زيادة حظك -وبالتالي فرصك في النجاح- من خلال نقطتين!


النقطة الأولي.. هي ببساطة أن تحاول أكثر من مرة!


لو رميت عملة نسبة أن تنزل علي الوجه الذي تريده 50%.. يمكنك زيادة نسبة ظهور هذا الوجه برمي العملة أكثر من مرة!.. إن لم يحالفك الحظ في المرة الأولي.. مصيره يحالفك في واحدة من محاولاتك اللاحقة.


النقطة الثانية.. كن متفائل!


كونك متفائل يجعل مخك يلاحظ التفاصيل والفرص أكثر.. لأنه متوقع ظهورها.. ويكون أكثر جرأة في انتهازها لأنه متوقع النجاح.. في حين أن المتشائم لا يتوقع ظهور فرص أصلا.. وبالتالي مخه لا يلاحظ الفرص لو ظهرت.. وحتي لو ظهرت أمامه يراها بمنظور أخر ولا يحاول انتهازها لأنه لا يتوقع النجاح.


هذا كان رأي المؤلف في هذه الفكرة..


لكن لو استبدلت فكرة الحظ العشوائي بمفهوم التوفيق والابتلاء ستجد أن الفكرة اصبحت أفضل!


تكرار المحاولة هو من باب السعي.. صحيح أن هناك أمور لا تعتمد علي السعي.. لكن هناك رزق مرتبط بالسعي أيضا.. وبالتالي متفقين هنا مع المؤلف في أن تكرار المحاولة سبب في النجاح والرزق.


طبعا بالنسبة للتفاؤل.. الرسول -عليه الصلاة والسلام- كان يحب الفأل الحسن ويكره الطيرة (التشاؤم), ومن المفسرين من قال أن التشاؤم يعتبر سوء ظن بالله, والتفاؤل حسن ظن به.. ونحن كمسلمين طبعا مأمورون بحسن الظن بالله سبحانه وتعالي.


النقطة المهمة هنا في استبدال مفهوم الحظ العشوائي بمفهوم التوفيق والابتلاء هو في حالة الفشل!


لو فشلت لأسباب خارجة عن إرادتك لا لأخطاء ارتكبتها أو لقلة خبرتك سيكون من السهل عليك تقبل الفشل بنفس راضية عندما تكون مؤمن بأنه عدم توفيق أو ابتلاء من الله.. وقد يكون هذا الفشل سبب في نجاح أكبر في المستقبل, لأن ما كنت تراه نجاح كان سيضرك.. وهذا لأنك مؤمن بأن كل شيء بأمر الله, وأنت لديك حسن ظن بالله..


قارن نفسك بمن يري أنه فشل بسبب صدفة عبثية ليس إلا.. وأنه كان من الممكن أن ينجح لولا حدث عشوائي خارج تحكمه تماما!.. اظن سهل جدا أن يصيبه الإحباط ويتوقف عن المحاولة!


في النهاية.. كن متفائلا.. أحسن الظن بالله.. وحاول أكثر من مرة لو لم تنجح في مرة ستتعلم منها شيء جديد.. ومع استمرار المحاولة ستنجح بإذن الله.

 

اسم الكتاب: كيف تفشل في كل شيء تقريبا, وتستمر في تحقيق النجاح الكبير !

اسم الكاتب: سكوت آدمز Scott Adams

تلخيص: علي محمد علي

By Raghda Elhamly

 

لمعرفة المزيد عن تطوير الذات اضغط هنا

موضوعات ذات صلة:

تنمية بشرية اضغط هنا

طرق النجاح اضغط هنا

أعرف نفسك اضغط هنا

الطاقة اضغط هنا

كلام في البيزنس اضغط هنا

كيف تفشل في كل شيء تقريبا, وتستمر في تحقيق النجاح الكبير !

كيف تنجح بعد الفشل

كتاب كيف تفشل في كل شيء تقريبا وتستمر في تحقيق النجاح الكبير

 

Copy Right 2018