ملخص كتاب بناء العادة الجزء الأول ( تطوير الذات )

ما هي العاده وما مدى اهميتها ؟

العاده هي:
"الفعل او السلوك الذي يقوم به الانسان بانتظام بدون تفكير تقريبا"

كل واحد فينا عنده مئات العادات بالفعل.. معظمها تشكل بدون وعي.. بعضها ضار وبعضها مفيد.. نسبه كبيره من افعالنا خلال اليوم تكون بحكم العاده.. نفعلها بدون جهد او تفكير.

سر قوه العادات في جزئية "بدون جهد او تفكير".. الأمور التي تعودت عليها لا تحتاج لقوة إراده لتفعلها.. بالعكس بعض العادات تحتاج قوة إراده لتتوقف عنها!

مؤلف كتاب "خارق بالعادات" يقول:
عندما يعرف الناس انه يلعب رياضه يوميا.. و يأكل أكل صحي يوميا.. ويقرأ يوميا.. و يشتغل على مشاريعه المهمة يوميا.. ينظرون له نظرة انبهار ويقولون انه شخص عنده قوه إراده عظيمة.. لكن في الواقع هذا غير صحيح!.. هو ليس لديه قوة إراده عظيمة ولا شيء, لان كل هذه الأفعال عادات يوميه عنده لا يحتاج لإجبار نفسه عليها!

المؤلف يقول ان العادات هي افضل وسيلة وربما الوسيلة الواقعيه الوحيدة التي قد تجعلك شخص عظيم.. خارق Superhuman.. تجعلك افضل نسخه ممكنه من نفسك و تعطيك القدره على إنجاز أقصى ما يمكنك إنجازه في الحياه.

فكر مثلا في الشخصيات التي تعتبرها Superhumans شخصيات عظيمه حققوا إنجازات كبيرة.. سواء في الحاضر او الماضي.. لو قرأت قصة حياة أي أحد فيهم ستجد العادات جزء أساسي في حياتهم.. تحصيل العلم عندهم عادة لاحدث عارض.. العمل بتركيز على مشاريعهم المهمة عادة لا حدث عارض.

وهذا لأن الأهداف والإنجازات الكبيرة تحتاج وقت طويل من العمل المستمر لكي تتحقق.. الامور العظيمه لا تتحقق بين يوم وليله!.. حتى الإنجازات التي تبدو انها حدثت في وقت قصير, يكون هناك قبلها فترات طويله من الإعداد واكتساب المعرفه والخبرات التي تمكن صاحبها من عمل شيء كبير في وقت قصير.

كيف تمكن العادات من عمل انجازات كبيرة؟ .. الإجابة في نقطتين..

الأولى..

ان عمل بسيط بشكل مستمر يجمع في النهاية لنتيجة كبيرة.. ان الامر يمكن تلخيصه في مقوله "قليل دائم خير من كثير منقطع".. لذلك لن نستفيض في هذا النقطة.

الثانية..

وهي التي يكمن فيها سر قوه العادات.. ان العاده تحول السلوك او الفعل الذي يحتاج لقدر كبير من قوة الإراده الى فعل معتاد لا يحتاج قوه اراده لتفعله!

كلما حولت السلوكيات الإيجابية لعادات كلما وفرت مخزون قوة الإراده لإنجاز اكبر.. لبناء مشروعك او حلمك .. لتعلم مهارات جديده.. لبذل الطاقة لمزيد من الإتقان.. وهكذا.. وهذه أفضل طريقة تزود بها إنجازاتك على المدى القريب والبعيد.

هناك مقوله انجليزيه قديمه تقول:

We are what we repeatedly do.. Excellence, then, is not an act, but ahabit.
"شخصيتنا بتمثلها الافعال اللي بنعملها بشكل متكرر.. و بالتالي التفوق والنجاح مش حدث عارض لكنه عادة"

محتاجين نفهم لماذا اصلا بعض السلوكيات تتحول للعادات؟.. وما مكونات اي عاده؟

اسباب تكون العاده ومكوناتها

مخ الانسان جهاز شديد الكفاءه ويحاول دائما توفير استهلاك الطاقة بقدر الامكان.. وعندما يراك تكرر سلوك معين يقرر تحويله لعاده حتى لا تفكر فيه كل مره وبالتالي يوفر الطاقة.. هذه خاصيه مهمه جدا في المخ وبودنها ما استطاع الإنسان اكتساب اي مهاره او خبره..

كمثال.. تخيل الطفل وهو يتعلم المشي.. في البدايه مخ الطفل يفكر في كل خطوه قبل ان يخطوها.. كيف سيحرك رجله؟.. أي اتجاه؟.. حركة باقي الجسم؟.. وهكذا.. لكن بمجرد ان يتعلم الطفل المشي نتيجه التكرار.. وكأن المخ توقف عن التفكير في تفاصيل كيفيه المشي وتجد الطفل يجري ويقفز مثل القرد وهو يفكر في اشياء اخرى تماما غير المشي.. واكيد هذا الشيء مطلوب بشدة.. لا اظن انا أحدنا كان سيتمكن من يتعلم شيء جديد لو كان مخنا لازال يفكر في تفاصيل الأفعال البسيطة.

اذن السبب في تكون العادات هو: ان مخ الإنسان شديد الكفاءه يحول الافعال المكررة لعادات لكي يوفر الطاقة.

بالنسبه للعادات نفسها مهم أن تعرف ان اي عاده سواء كانت ايجابية او سلبية.. سواء تشكلت عندك بوعي او بدون وعى.. لها 3 مكونات أساسية:

أول مكون هو ال Cue/Trigger..

والمقصود به الاشاره او المحفز الذي يجعلك تبدأ في فعل سلوك العاده.. ممكن يكون شيء تراه.. تسمعه.. او تحس به.

في عاده مثل التدخين مثلا.. الاشاره او المحفز ممكن ان يكون الشعور بالزهق او الملل او رغبة جسمك في النيكوتين.
في عاده مثل القراءة قبل النوم.. الاشاره او المحفز ممكن ان يكون رؤيتك الكتاب بجوارك على طاولة السرير.
في عاده مثل تصفح فيسبوك.. الاشاره او المحفز ممكن ان يكون الشعور بالملل من العمل او الانتظار في المواصلات.. او مواجهة صعوبة في العمل او المذاكرة فتهرب منها لتصفح الفيسبوك.

المكون الثاني من مكونات العاده هو ال Routine

والمقصود به سلوك العاده نفسه

في عاده التدخين الروتين.. هو ان تخرج سيجاره وتولعها وتدخنها.
في عاده القراءه قبل النوم.. الروتين هو ان تفتح الكتاب و تبدأ القراءه.
في عاده تصفح الفيسبوك.. الروتين هو ان تفتح فيسبوك على المتصفح او على الموبايل وتبدا في طقوس تصفح التحديثات.

ثالث مكون من مكونات العاده هو ال Reward

و هو العائد المستحب الذي تحصل عليه من فعل سلوك العاده

في عاده التدخين.. العائد هو احساس اشباع رغبه الجسم في النيكوتين.
في عاده القراءه قبل النوم.. العائد هو حاله السعاده بالمعرفه التي تكتسبها واحساس الرضا عن النفس بانك تعمل شيء مفيد.
في عاده تصفح الفيسبوك.. العائد هو الكسر المؤقت لحاله الملل التي تحس بها او الهروب من الشيء الصعب الذي كنت تعمله.

العائد الذي تحصل عليه من فعل العاده هو السر الذي يجعل كثير من العادات السيئه اكتسابها سهل ويجعل كثير من العادات الحسنه اكتسابها صعب.. كيف؟

العادات السيئه, العائد المستحب منها تحصل عليه بسرعه.. مثل الطعم اللذيذ عندما تاكل الوجبات السريعه مثل كنتاكي وماكدونالدز وخلافه. بمجرد البدء في سلوك العاده تحصل على العائد.. مع اول قضمه من الساندوتش أو اول نفس من السيجاره!.. بينما العائد المستحب من العادات الحسنه عادة ما يكون مؤجل, مثل الصحة الجسدية التي تحصل عليها بعد المحافظه على الأكل الصحي والرياضه لفتره طويله.

ما يزيد الأمر سوءا ان اضرار العادات السيئه تكون مؤجله و بعيدة المدى, المدخن لا يحس بالمرض مباشره بعد تدخين السيجاره.

ولا انا الانسان بطبعه كائن متعجل ربنا قال في سوره الانبياء: "خلق الانسان من عجل" وفي سوره الاسراء "وكان الانسان عجولا"

هذا يجعل اكتساب العادات السيئة أسهل.. بالرغم من ان العادات السيئه تجعل الحياه اصعب على المدى البعيد.

ويجعل اكتساب العادات الحسنه اصعب.. بالرغم من ان العادات الحسنه تجعل الحياه اسهل على المدى البعيد.

طبعا العادات الحسنه يكون لها عائد سريع ايضا بخلاف العائد البعيد يعني مثلا..

ممارسه الرياضه بخلاف القوه والصحة الجسدية التي تحصل عليها على المدى البعيد.. هناك عائد تحصل عليه في نفس اليوم الذي تمارس فيه الرياضه وهو حاله النشاط والصفاء الذهني خلال اليوم.. لكن المشكله ان المبتدئين تركيزهم في البدايه يكون على التعب الجسدي الذي تسببه الرياضه.. لان الانسان بطبعه يركز على السلبيات اكثر من الايجابيات.. ولا يحس الشخص بحاله النشاط والصفاء الذهني خلال اليوم غير بعدما يكون جسمه قد تعود على التعب.. وقتها فقط يشعر بالعائد الايجابي السريع لممارسة الرياضه.. كذلك بالنسبه للأكل الصحي.. الانسان في البدايه يركز على شعور الحرمان من الأكل اللذيذ ولا ينتبه لحاله النشاط البدني بدل حالة الخمول التي كان يسببها الأكل غير الصحي.. وهكذا..

يعني.. لكي تحس بالعائد القريب والبعيد لاي عاده ايجابيه تحتاج للصبر قليلا الى ان يحول مخك السلوك الايجابي لعاده.. وهنا يأتي دور مجاهدة النفس وقوه الإراده التي تحتاجها في بدايه اكتساب اي عاده.

فهمنا لأسباب تكون العادة ومكوناتها سيساعدنا بشكل كبير في بناء عادات حسنة والتخلص من العادات السيئة.

وللتعرف علي مهارة اكتساب العادات اقرأ في ملخص كتاب بناء العادة الجزء الثاني ( تطوير الذات )

اسم الكتب: قوة العادات The Power Of Habit - خارق العادات Superhuman By Habit

تلخيص: علي محمد علي

By Raghda Elhamly

ملخص كتاب بناء العادة الجزء الأول تطوير الذات