1

من طرق النجاح أن تعرف ما هو النجاح أصلا ؟! ( ملخص كتاب )


من طرق النجاح أن تعرف ما هو النجاح أصلا ؟

دائما ما نتحدث عن سبل وأفكار وعادات تمكننا من تحقيق النجاح سواء في الحياة أو في البيزنس. أظن قد آن الأوان أو ربما تأخرنا بالفعل لنجيب علي سؤال..


ما هو النجاح أصلا ؟!


النجاح ببساطة هو تحقيق هدف محدد مسبقا!


ولكن هذا التعريف غير مفيد لأنه لا يهتم بمدي أهمية وأخلاقية الهدف الذي تسعي لتحقيقه.. وبالتالي من يحقق هدفه في تجويع بلد يصبح ناجح.. ومن يحقق هدفه في إفساد جيل يصبح ناجح!


هناك ثلاث رؤي أو مقاييس مشهورة عن النجاح بين الناس..


دعونا نتحدث ببعض التفاصيل عن كل رؤية ونري إن كان أحدها صحيحا.. أم أن هناك رؤية رابعة للنجاح قد تكون أصح وأفضل, وإن لم تكن مشهورة بين الناس!


1- مقياس المال والشهرة


علي قدر ما عندك من المال والشهرة يكون نجاحك.. بهذا المنطق يصبح معظم العلماء الذين ساهموا في صناعة الحضارة الإنسانية فشلة.. أو أقل نجاحا من المطربين والممثلين ولاعبي الكرة!


لكن من أكثر الأمور التي تضايقني في هذه الرؤية أنها ظالمة جدا للأمهات بشكل خاص! فكثير من العظماء في التاريخ يؤكدون أن أمهاتهم هن السبب الرئيسي في نجاحهم.. لكن هؤلاء الأمهات لم يحققن أي مال أو شهرة بل وكثير منهن لم تعش حتي لتري نجاح الأبناء!


وبمقياس المال والشهرة هذا تكون كل أمهاتنا فشلة!.. وهذا ظلم بين! لذلك قياس النجاح بالمال والشهرة.. مقياس غير مقبول عندي.. وأعتقد أنه غير مقبول بالنسبة لمعظمكم كذلك.. إذن لننتقل لرؤية أخري.


2- مقياس السعادة


ستجد من يقول أن المال والشهرة ليسا الهدف.. المهم هو السعادة.. طالما حققت السعادة تكون قد نجحت..


حقا ؟!


من فترة كان قد انتشر خبر مزاد علي قصاصة ورق كتبها "أينشتاين" بخط إيده.. وبيعت بأكثر من مليون ونصف دولار !


القصاصة كان مكتوب عليه سطرين ترجمتها كالتالي:
"حياة هادئة ومتواضعة تجلب سعادة أكبر من السعي للنجاح وما يرافقه من قلق دائم"


من عنده معرفة بسيطة بحياة "أينشتاين" سيدرك بسهولة أنه هنا كان يرثو حاله هو شخصيا.. حيث انفصل عن زوجته وأبنائه وعلاقته بهم كانت جافة جدا.. بالإضافة طبعا للتحديات العلمية الكبيرة التي واجهها في وضع نظرياته.. كل هذا كان يمثل مصدر حزن وقلق وضغط مستمر لأينشتاين.


بمعني أننا إن أتينا بموظف بسيط حياته هادئة ومتواضعة بدون كم الضغط والقلق اللذين واجههما أينشتاين.. هل وقتها يمكننا القول أن هذا الشخص أكثر نجاحا من أينشتاين لمجرد أن حياته كانت أكثر هدوءا وسعادة؟!.. لا أظن!


لكن حتي لو قلت أن الموظف أكثر نجاحا من أينشتاين فلديك مشاكل أخري مع قياس النجاح بمقدار السعادة.. وهي ان قدر كبير من مسببات الحزن في الحياة ليس في يدك ولا مرتبط بأفعالك.. لو كان هناك شخص ناجح في عمله يحقق إنجازات مفيدة للناس ويصلح في الأرض, لكنه ابتلي بفقد أبنائه مثلا.. فبالتأكيد سيصيبه الحزن الشديد.. فهل وقتها سيصبح فاشل لأنه غير سعيد؟!


هناك مشكلة أخري مع قياس النجاح بالسعادة.. لو كان هناك شخص ولد في أسرة مرفهة.. وقرر قضاء حياته كلها في التسلية واللعب والأمور التي تجعله سعيد ومبتهج مستغلا ثراء أهله.. هل وقتها سنعتبره شخص ناجح رغم أنه لم يبذل أي جهد في الوصول لهذه السعادة؟!


ومرة أخري.. الأم التي ضحت في سبيل تربية أبنائها ليس شرطا أن تكون سعيدة.. وارد جدا أن تكون قد قامت بدورها في ظروف صعبة وتحملت ألم نفسي وجسدي كبير في سبيل تحقيقه.. فهل سنعتبرها فاشلة لأنها غير سعيدة؟!


لذلك أري أن منطق قياس النجاح بمقدار السعادة منطق غير صحيح وفيه خلل واضح.


من الطبيعي أن تكون السعادة هدف مهم من أهدافنا في الحياة لكن قياس النجاح عليها رؤية غير حكيمة.


3- مقياس الإنجازات


كلما كانت إنجازاتك أكبر ودائرة تأثيرها أوسع كلما كنت اكثر نجاحا.. قد يبدو أن هذا مقياس عادل للنجاح.. لكنه في الواقع ليس كذلك!


أول مشكلة هي أن مقدار الإنجاز نسبي.. مثلا أيهما يعتبر إنجاز أكبر.. تعليم 100 شخص القراءة والكتابة.. ام الفوز بميدالية أوليمبية؟
هذه المشكلة ستعيدك لمشكلة نسبية النجاح التي تكلمنا عنها في البداية ومن يقيسون النجاح بالمال والشهرة سيقيسون مقدار الإنجاز بالمال والشهرة أيضا.


وهناك مشكلة أخري أهم وهي أن الناس لم تولد في نفس الظروف وبنفس الإمكانيات.. من ولدوا في أسر ميسورة الحال في بلد فيه فرص ونظام تعليم جيد.. ليسوا كمن ولدوا في أسر فقيرة في بلاد منهارة او علي شفا الإنهيار.


فمثلا كما تحدثنا من قبل في كيف تفشل في كل شيء تقريبا, وتستمر في تحقيق النجاح الأكبر  !(ملخص كتاب) عن "بيل جيتس" الذي اعترف إنه كان شخص محظوظ جدا.. فبالإضافة لكونه ولد في أسرة غنية.. فأسرته كانت مهتمة بمجال الكمبيوتر رغم إنه كان شيء نادر جدا وقتها.. بدون كل هذا كان من المستحيل أن يصل لكمبيوتر ويتعلم البرمجة لكي يبدأ رحلته التي انتهت ببناء إمبراطورية مثل مايكروسوفت!


وحتي في حالة تساوي الأشخاص في حجم الإنجاز..
لو عند شخصين وصلوا لنفس النهاية -شركة ناجحة مثلا- لكن أحدهما كان قد بدأ من القاع.. والآخر ساعده أهله بالتعليم والمال.. فهل من العدل وقتها أن نعتبرهما متساويين في النجاح مع إن حجم التحدي كان مختلف تماما؟!.. لا اظن!


بهذا نكون قد عرضنا المشاكل في الرؤي الثلاثة لتعريف وقياس النجاح.. فهل من رؤية أخري للنجاح تحل لنا كل هذه المشاكل؟


من وجهة نظري.. نعم يوجد أفضل فعلا, وأكثر عدلا.. وتأثيرها إيجابي علي من يؤمن بها.


هذه الرؤية ببساطة هي أن:
مقدار نجاحك: هو مقدار سعيك, بوعي, في الإصلاح, بما هو متاح لك.


دعونا نشرح هذا التعريف ونختبره ضد مشاكل الرؤي الأخري:


النقطة الأولي.. 


هذا التعريف يربط مقدار نجاحك بالشيء الوحيد الذي تقدر عليه.. السعي .. وليس بقدر المال والشهرة الذي ستحققه, ولا حجم الإنجازات, ولا حتي بمقدار سعادتك الشخصية.. لأن كما شرحنا كل هذا مرتبط بظروف خارجة عن تحكمك غالبا.


إن كان الله سبحانه لن يحاسبك يوم الحساب سوي علي سعيك.. فلم تحاسب أنت نفسك في الدنيا علي النتائج؟
"وأن ليس للإنسان إلا ما سعي (39) وأن سعيه سوف يري (40)"
( سورة النجم )


السعي في الدنيا غالبا سيأتي ببعض أو الكثير من المال والإنجاز والسعادة.. الشهرة ليست مضمونة وهذا شيء جيد في الواقع.. لأن الشهرة فتنة لإخلاصك, وتقييد لحريتك وخصوصيتك..
الشهرة مخاطرة كبيرة براحة البال! ولو أتي النجاح بدونها فهذا أفضل!


مقياس السعي يجعل الأمهات اللاتي أفنين أعمارهن في تربية أبناء صالحين يعتبرن ناجحات.. حتي وإن لم يحققن مالا أو شهرة او سعادة أو إنجازات ضخمة تتحدث عنها الصحف والمجلات!


النقطة الثانية..


مطلوب أن يكون السعي بوعي لكي يحقق أكبر قدر ممكن من الإصلاح.. وهنا تأتي فائدة العلم والتعلم.. مطلوب أن تطور ذاتك وأدواتك في السعي من وقت لآخر.. تتعلم وتقيم مسارك باستمرار.. من يقول أنه ليس لديه الوقت لبتعلم لأنه دائما مشغول بالسعي, هو في الواقع يقلل من فاعلية سعيه.


السعي المطلوب ليس مجرد النحت في الصخر بغير هدي تحت مسمي السعي الجاد.. مطلوب السعي بوعي!


النقطة الثالثة..


بعض الناس يبذلون مجهودا كبيرا لكنه في مجالات كلها أو معظمها فاسد ويضر أكثر ما ينفع.. فلن نعتبر أحدهم ناجح لأنه حقق المال والشهرة في صناعة أفلام تنشر الرذيلة والبلطجة والإجرام! حتي وإن كان يبذل مجهودا كبيرا في صناعة تلك الأفلام.. فبذل الجهد وحده ليس مقياس للنجاح.. لابد أن يكون في سبيل الإصلاح.


السعي في الإصلاح سيحميك أيضا من الإحباط إن قررت تغيير مسارك لاحقا لطريق إصلاح آخر.. لأنك لن تندم علي جهد بذلته في عمل نافع لك وللناس. بينما علي عكس من كان يسعي وراء هدف معين طلبا للسعادة مثلا لكنه اكتشف لاحقا أن ذلك الهدف لن يحقق له السعادة, وقتها سيندم علي الوقت والجهد الذي بذله طلبا لهذا الهدف.


وليس المقصود بالإصلاح أن يكون عمل خيري تطوعي.. وإنما اي عمل نافع.. زراعة.. صناعة.. او تجارة شريفة تنفع الناس, حتي وإن ربحت منها ملايين بالحلال. كل هذا من باب الإصلاح.


النقطة الرابعة..


"لا يكلف الله نفسا إلا وسعها... (286)" (البقرة)


ربط نجاحك بالسعي فيما هو متاح لك.. سيرحمك من الإحباط الناتج عن مقارنة نفسك بآخرين لأنهم حققوا نتائج أكبر مثلا.. كما سيحميك من الغرور لو أنك أكثر نجاحا من أشخاص آخرين.


هذه الجزئية ستجعلك تقارن نفسك بنفسك فقط.. وتحاول بذل أقصي ما تستطيع بذله. ولو بذلت أقصي ما تستطيع بذله.. سيحقق لك ذلك أكبر نتائج يمكن أن تحققها في حياتك!


لو عملت اليوم 3 ساعات فقط في حين كان في مقدورك العمل 5 ساعات فنسبة نجاحك هي 66%. ولو سعيك كان بنسبة 100% من قدراتك وما هو متاح لك.. فقد حققت أقصي درجات النجاح حتي لو لم يحقق لك هذا السعي المال والشهرة والسعادة! لأن الحكم في النهاية سيكون:


"وأن ليس للإنسان إلا ما سعي (39) وان سعيه سوف يري (40) ثم يجزاه الجزاء الأوفي (41)" (النجم)


أعتقد أن رؤية النجاح علي أنه:


"مقدار السعي, بوعي, في الإصلاح, بما هو متاح لك"


هي أفضل رؤية تساعدك علي تحقيق النجاح في الدنيا والآخرة.

 

اسم الكتاب: ما هو النجاح أصلا ؟!

اسم الكاتب: علي محمد علي

By Raghda Elhamly

 

لمزيد من المعلومات عن طرق النجاح اضغط هنا

موضوعات ذات صلة:

تنمية بشرية اضغط هنا

أعرف نفسك اضغط هنا

تطوير الذات اضغط هنا

الطاقة اضغط هنا

كلام في البيزنس اضغط هنا 

العلاقة بالمحيط اضغط هنا

من طرق النجاح أن تعرف ما هو النجاح أصلا ( ملخص كتاب )

ما هو النجاح

كتاب ما هو النجاح اصلا

 

Copy Right 2018