التنميّة البشرية أصبحت من الأمور الأساسيّة التي تعتمد عليها أغلب المجتمعات المتطورة بهدف زيادة القدرات التعليميّة والخبرات العمليّة للمواطنين لتشجيعهم على العمل بكل جهدٍ ومحبة بعيدًا عن الكسل أو العجز.
التنمية البشرية هي العملية التي تركز علي الإنسان وتسعي لتطوير ذاته ومهاراته وقدراته ليصل بمجهوده الشخصي لمستوي معيشي جيد, وكانت الحروب العالمية وما دمرته لها دور أساسي في ظهور مفهوم التنمية البشرية, التي ساعدت علي إعادة تنمية المجتمع والتنمية الإدارية والثقافية والسياسية في كل البلدان .
كما ويقوم مفهوم التنمية البشرية علي أن البشر هم الثروة الحقيقية للأمم, وأن التنمية البشرية هي عملية تتوسع بها خيارات البشر, حيث أنها لا تنتهي عند تكوين القدرات البشرية مثل تحسين الصحة, وتطوير المعرفة والمهارات, بل تعتمد إلي أبعد من ذلك من حيث الانتفاع بها سواء في مجال العمل مثل توفر فرص الإبداع, والتمتع بوقت الفراغ, والاستمتاع باحترام الذات وضمان حقوق الإنسان, والمساهمة في النشاطات الإقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية.
بدأ مفهوم التنمية البشرية يتضح بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وبعد صدمة البلدان التي شاركت في الحرب من الدمار البشري والاقتصادى العظيم وخاصة الدول التي خسرت. فبدأ بعدها تطور مفهوم التنمية الاقتصادية وواكبها ظهور التنمية البشرية لسرعة إنجاز التنمية لتحقيق سرعة الخروج من هذا الدمار الشامل الذي حدث في البلاد بسبب الحروب.
هي فترة ارتبطت فيها التنمية البشريّة مع مفاهيم أُخرى، مثل التنمية الاقتصاديّة؛ حيث كان يعتمد اهتمام العُلماء والمُفكّرين على الدراسة الاقتصاديّة حتى يزيد الناتج القوميّ ؛ وذلك لتطوير مستوى المعيشة ورفع دخل الأفراد من أجل الاستقلال الاقتصادي، وظهرت في ذلك الوقت النظريّة الكلاسيكيّة في الاقتصاد، التي تعتمد على آراء بعض العلماء ، وهم آدم سميث، وتوماس مالتوس، وديفيد ريكاردو، واعتبرت النظريّة الكلاسيكيّة أنّ السُكّان ورؤوس الأموال هما المكوّنان اللذان يُساهمان في الوصول إلى التنمية الاقتصاديّة، وصار الطابع الاقتصاديّ مُؤثّراً جدا على مفهوم التنمية أثناء ستينات وخمسينات القرن العشرين للميلاد، ولم يقتصر في أواخر الستينات اهتمام التنمية بزيادة الدّخل فقط، بل صار يعتمد على تنفيذ بعض السياسات التي تسعى لتقليل الفقر، وتوزيع الدخل بين الأفراد.
هي الفترة التي تراجع فيها التأثير الاقتصادي في التنمية البشريّة، وأصبح التأثير الاجتماعيّ هو المُؤثّر الرئيسيّ؛ صارت المجتمعات الغربيّة تتطور بشكل كبير في معيشتها، ولكنّ لم تُساهم في تحقيق سعادة الناس، وفي عام 1970م حرصت هيئة الأُمم المُتّحدة على إعادة دراسة مفهوم التنمية وتحليلها، وتوصّلت إلى أنّها تهدف إلى تحقيق الرفاهيّة وتوفير فوائدها لجميع النّاس؛ حيث تمّ التركيز على عنصرَين، وهما وصول التنمية للأفضل مما كانت عليه؛ ليُساهم في تحقيق الرّفاهية للأفراد، والحرص على تحقيق العدالة بتوزيع ما ينتج عن الناتج القوميّ؛ لتعميم فوائد التنمية لجميع النّاس.
* المساهمة في تكوين شخصية الإنسان لمساعدته على مواكبة التطور ،و التصدي للتحديات .
* مساعدة الأفراد على تبني فكر إيجابي ابداعي في المقام الأول .
* مساعدة الفرد على التواصل مع الآخرين،و التعبير عن ذاته دون مساعدة من أحد ،و نشأة علاقة طيببة بينه ،و بين المحيطين به .
* زيادة قدرة الفرد على اتخاذ القرارات المصيرية الصحيحة التي تساعده على النجاح .
* الارتقاء بمستوى التفكير وكيفية تحقيقه لأهدافه و اكتساب الثقة بالنفس .
* تبني الفكر الإيجابي ،و نبذ الفكر السلبي الذي يشير إلى الجوانب السلبية الموجودة في المجتمع .
* تنمية روح العمل الجماعي ،و قدرة الفرد على التواصل بين الأعضاء بشكل ايجابي .
* ادراك الفرد للمفاهيم التي تعينه على النجاح مثل أهمية الوقت ،و الطريق الأمثل لإستغلاله .
* مساعدة الفرد على مواجهة المشكلات التي يتعرض لها ،و ايجاد الحلول المناسبة لذلك .
* توفير الوسائل الضرورية التي تسهل علي الناس في المجتمع الواحد الحصول علي فرص التعليم الصحيح, والعمل المستمر من أجل محو الجهل والأمية في جميع المجتمعات .
* العمل للحد من البطالة والسعي للحصول علي فرص عمل مناسبة في كل من المناطق والمدن الكبيرة والحضارية والمناطق الريفية البسيطة.
* العمل على تطوير الرعاية الصحية, وتقديم العون والمساعدة الطبية للأطفال والمحتاجين والمسنين.
* السعي وراء تحسين مستوي معيشة الفرد, وتوفير كل الإحتياجات الضرورية له, والحد من انتشار الجوع, وزيادة معدلات التغذية.
* تحسين ثقة الإنسان بنفسه, وشعوره بكفاءته الذاتية, لتحسين صورته عن ذاته, وذلك ليشعر بالارتقاء الشخصي.
* تحسين مهارات الفرد الشخصية والمعرفية لرفع معنوياته, وتأمين الاستقرار النفسي له, والتعرف علي مواهب الإنسان وتطورها كالحفظ, الذاكرة, الرسم, فن الإقناع, فن الطهي, والفنون اليدوية.
* تحسين أداء الفرد في العمل, وتدريبه علي إتقان العمل, وذلك من خلال تنمية الخبرات العملية لديه .
* استبدال المعتقدات الضارة للإنسان بمعتقدات مفيدة, كالإعتقاد بأنك قادر علي النجاح والتخلص من الإعتقاد بأن النجاح صعب أو مستحيل.
* استبدال العادات الضارة بعادات مفيدة مثل المحافظة علي الوقت, الابتعاد عن التسويف, إتقان العمل, والتعاون مع الزملاء.
* تنمية الصفات الإيجابية في الإنسان كالصدق, الإيمان, الثقة بالنفس, حب العمل, الصبر, الرضا, هدوء الأعصاب, والكرم.
يمتلك مُؤشر التنمية البشريّة طبيعةً مُركّبةً، وقد أعدّته هيئة الأمم المُتّحدة بالاعتماد على برنامجها الإنمائيّ في سنة 1990م؛ بهدف توفير مُؤشر يقيس مُعدّل التنمية في حوالي 180 دولةً حول العالم، ويُحسَب مُؤشّر التنمية البشريّة سنويّا، ويعتمد ترتيب الدول فيه على النقطة الخاصة بكلّ دولة منها، ويهدف هذا المُؤشر إلى عرض ثلاثة أنواع من البيانات؛ لذلك تَميّزَ بطبيعته المُركبة،
هو المجموع قيم الخدمات والسلع المُنتجة محلياً، كما يشمل صافي الدخول الناتجة عن عوائد الأوراق الماليّة كالأسهم، ورواتب التقاعد، والأجور، وغيرها من الدخول الناتجة أثناء سنة واحدة، مقسومة على إجمالي عدد السُكّان.
هو معدّل الأعوام المتوقع فيها أن يظلّ الأفراد على قيد الحياة، بالاعتماد على استمراريّة اتّجاهات الوفاة على وضعها الحاليّ، وتُساهم هذه البيانات في توضيح مدى حصول سُكّان كلّ دولة على الرعايّة الصحيّة المناسبة، كما تُساعد على توضيح الحالة الصحيّة العامّة.
هو المستوى الذي يُستخدَم في قياس عدد أعوام الدراسة للأفراد الذين وصل عمرهم إلى خمسة وعشرين عاماً وأكثر، مع متوسّط عدد الأعوام الدراسيّة المُقدَّر أن يدرسها الأطفال الذين يكونون في عُمرٍ أقلّ من العُمر الرسميّ للانضمام إلى المدرسة، ويُساعد هذا على توضيح مدى وكميّة المعرفة المُتوفّرة عند السُكّان؛ ممّا يُساهم في توفير أفضل الخيارات لحياتهم.
تؤدي المشاكل السياسية لإعاقة عملية سير التنمية البشرية في المجتماعات العالمية, وذلك نتيجة الآثار السلبية لهذه المشاكل مثل الحروب, وغياب الأمان والاستقرار النفسي للإنسان.
تؤثر الأوضاع الإقتصادية السيئة علي سير التنمية البشرية وانتشارها في المجتمعات العالمية, وذلك بسبب الفقر, وتدهور البنية التحتية, وقلة فرص العمل.
وهي المشاكل التي تتسبب في تدهور الحالة الصحية للإنسان, بسبب الحروب السياسية والإقتصادية كإنتشار العديد من الأمراض الخطيرة والأوبئة التي يصعب القضاء عليها.
إن غياب التعليم والمؤسسات التعليمية يؤثر سلبا علي نجاح التنمية البشرية في كل المجتمعات , وذلك لأن التنمية تعتمد علي تعليم الإنسان وتزويده بالمعرفة.
إن معاناة المجتمع من بعض المشاكل الثقافية والإجتماعية يؤثر بالسلب على نجاح التنمية البشرية ومن اداء دورها الصحيح, وذلك بسبب وجود الخلافات بين أبناء المجتمع الواحد, بالإضافة لانتشار الجهل والتعصب الفكري.
د. إبراهيم الفقي, سلطان العصيمي, عبدالله بن علي الحمود, د. طارق سويدان, أحمد قدوس, أحمد أمجد, سامر عوض, إيهاب ماجد, وليد صلاح الدين, منصور المغربي, أكرم رضا, أحمد عمارة.
تم جمعه
By Raghda Elhamly
لمزيد من المعلومات عن تنمية البشرية اضغط هنا
موضوعات ذات صلة:
كل ما يخص التنمية البشرية اضغط هنا
Copy Right 2018